وحدتي الكاذبة

وحدتي الكاذبة

لا أعرف هل أؤرخ بكلماتي هذه ما أحياه أم تؤرخني الكلمات فيما تقوله ، ولكني في خضم الأيام وتتالي اللقائات مع أناس أحبهم وأناس لا يعنوني و غيرهم يحبوني وغيرهم لا يعيروني أي إهتمام .

أرى في كل ما أحياه تكرارات عديده ، نفس الضحكات ومآسي تتكرر بطرق جديدة ، وفراقات تتوالى كحياة مديده ، وحدها الأشخاص من تتبدل في حياتي .

الحمد لله أنعم عليّ بنعم لا تعد ولا تحصى ، وذنوبي تطاردني في كل ما أعيش ورغم أنسيتي لا أنسى ، من أهم ما أنعم الله عليّ به أصدقاء تجعل من حياتي في لقائهم مرسى ، ورغم أن حولي من يشاركوني في فرحي ولا ينامون من أحزاني ولا يسئمون من العيش في تفاصيل حياتي إلا إني أميل إلى ترك كل الناس إلى الفضاء ... إلى دنيا لا يرغمني العيش فيها على إقتراف الذنوب ولا يجلب لي الحديث مع أهلها أن أندم على ما خرج من لساني .

لا أنوي أن أثبت لمن يجادلني صحة كلامي ولا أحب أن أكتم صوت من يحارب ليعلن لي حبه ومبادلته ليّ إهتمامي . أنوي الخروج ... ولكني أخشى النار التي صارت نتيجة أفعالي ، لا أطيق الصبر على من يختبئون خلف عبائات تستر نقصهم ولا أطيق النفاق الذي أعتادت أن تسمعه آذاني . بلا صوت كل الحروف حتى ما يجعلني أصيح لأعلن له أنه عبّر عني وعن آلامي ، مازالت حروفه فقط حروف ... قد أقرأها ... قد أسمعها ... قد أحفظها عن ظهر قلب ولكنها حروف
لا تملك في هذه الحياة أي معاني

وحدتي الكاذبة هي ملاذي وعنواني
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤمن الرفاعي