الاثنين، 10 ديسمبر 2012

السيارة

دقائق معدودة     جعلت عيونهما تجن ... لا تعرف أين تنظر وعلى ما تحدّق ... دقائق بقدر قلتها جعلتهم بلا حاضر ولا مستقبل ( في حينها ) .
أدركوا جرمهم ومدى صعوبة توبتهم أو ندمهم ، جمعني بهم القدر في سيارة واحدة ، أنا الوحيد أعرف حكايتهم .
بدايةً كنت اقف بجوار السيارة أتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائي و سائق السيارة ، ثم جائت سيدة وطفله و ركبا ، ثم رايته قادم نحو السيارة ............ خفق قلبي شفقةً به وبها .
به أكتمل العدد فركبت أنا وأصدقائي ، تذكرت قصتهما وكيف كانت علاقتهم ، كانا مثالاً للحب الذي لا يقهر ونجحا في تأكيده بعلاقةٍ عرفيةٍ مؤقتة ، استمرت الخطوبة فترة طويلة لكنها بالنسبة لحبهم لم تكن كافية .
إختلفا في تخطيتهما لحياتهم ، كانت تنوي شيئا لم تحققه حتى الآن وانفصلا بسببه .... الآن لا يستطيعون حتى الندم ....
درات بهم المقادير كما دارت الشوارع حول السيارة ، نظرا للخارج 
كلٌ ينظر إلى بعيييييييييد ، وأنا أختلس النظر إليهم ، تنظر في الخارج ثم إلى أسفل ثم تضم طفلتها وتضربها بأمومة بالغة لتقف بجوارها ... تنظر إلى طفلتها ثم تنظر إليه وهو ينظر إلى الخارج فتعيد عينها إلى الأرض و إلى إبنتها .
هو يدير رأسه ناظرا إليها بعيناه الدامعة ثم ينظر إلى الطفلة ويحدق بها فتنظر إليه الطفلة وتبتسم فيبتسم لها .
شعُرت بدموعي حينها فخلعت نظارتي السوداء ومسحتهم ونظرت إلى الطفلة التي ينظران إليها ... برائتها ليس لها مثيل 
نظرت إلى أمها وجدتها تنظر إليه وهو ينظر إليها وابتسما 
ابتسما إستهزاءً بقدرهم ، ونظرا إلى الطفلة ثم إلى الخارج وبعد لحظات من السكون شعرا بدموعهم ومسحوها
كلٌ يخاف أن يرى الآخر دموعه ولكني رأيتهم ...

فأوقفت السيارة . ونزلت منها و أغرقت منديلي بالدموع ....     هم ليس من حقهم حتى الدموع أو الندم 
وغير هذا كله 
لا ينوون الرجوع 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حدثت في أواخر 2007
كتبت 1/1/2009
مؤمن الرفاعي

0 comments:

إرسال تعليق

 

مشـ ــشاعر Published @ 2016 by مؤمن الرفاعي